من الألوان القوية هذا الموسم، الأرجواني بكل درجاته وفصائله. فقد حفلت به عروض الأزياء كما رأيناه يحلي أجساد النجمات في الكثير من المناسبات بدرجة من درجاته المتوهجة.
والحقيقة انه عندما يكون بدرجة غنية ومن قماش مترف فإنه يعطي انطباعا بالأناقة والفخامة لا نقاش فيه على أي احد يلبسه، وهو الأمر الذي يقول البعض انه طبيعي، لأنه بدأ أصلا كلون نخبوي نظرا لندرته، التي جعلته يقتصر طويلا على الطبقات الحاكمة والارستقراطية والبابوات، ولا يزال لحد اليوم يرمز للسلطة والقوة والفخامة. ففي عصر الرومان مثلا، كان يستعمل في «توغا» الطبقات الحاكمة فقط، وويل لمن تسول له نفسه استعماله من الطبقات العامة. ومن هنا اطلق عليه لقب اللون الامبراطوري.
ويقال أيضا ان الملكة كليوباترا كانت تعشقه وتعرف تأثيره القوي، لهذا كانت تطلب من خدمها وحشمها ان ينقعوا آلاف الحلزونات الأرجوانية للحصول على أنصة واحدة من صباغ الأرجوان المستورد من مدينة صور لاستعمالها الخاص. وما علينا إلا ان نذكر صورتها وهي تجلس في زورقها المطلي باللون البنفسجي، وتتنزَه في مياه النيل بهدف جذب انتباه أنطوني وتذويب مقاومته،
مما يذكرنا بمقولة الكاتب أوسكار وايلد في روايته الشهيرة «صورة دوريان غرين» بأن لا نصدق «أي امرأة تلبس الأرجواني»، لأنها بجاذبيتها توقع أي رجل، مهما قويت مقاومته، بسهولة في شباكها. جاذبيته وقوته لم تخفا في العصر الحديث فهو لا يزال لون الاناقة والثقة العالية،
الأرجواني ظل عبر التاريخ عنوان الاناقة الارستقراطية، فهو اللون المفضل للعائلات المالكة في أوروبا، بل حتى نجمات هوليوود اكتشفن انه لون قوي ومؤثر، تحبه العين وعدسات الكاميرا، فأصبحن يختلن به في مناسبات السجاد الأحمر عوض الاسود.
وبالإضافة إلى كل هذا، فقد اكتشفت المرأة انه لون يناسب كل البشرات، سواء كان بلون البنفسج، أو البتشولي أو الليلك، او الخزامى، أو حتى البرقوقي.
ثم دخل الحياة العامة من دون ان تهتز جاذبيته و استساد بكل درجاته، سواء فيما يتعلق بالأزياء أو الاكسسوارات او الماكياج، بل وحتى المجوهرات. فحجر الجمشت الأرجواني، مثلا يعتبر من الأحجار النادرة لأن العديد من الطبقات المخملية تستعمله لكي تعكس المكانة الاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى انه كلما كان بدرجات هادئة وخفيفة كان يعتبر من الألوان المهدئة للأعصاب والمريحة للنفس والعين.
منقول من منتديات محافظة عفيف, و من جريدة الشرق الأوسط - ملحق أذواق
منقول من منتديات محافظة عفيف, و من جريدة الشرق الأوسط - ملحق أذواق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق